قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ } : قرأ أبو عبد الرحمن بسكونِ الراء وفيه وجهان ، أحدُهما : أنه أَجْرَى الوصلَ مُجْرى الوقف . والثاني : أنَّ العربَ حَذَفَتْ لامَ الكلمة عند عدمِ الجازمِ فقالوا : " ولو تَرَ ما الصبيانُ " فلما دخل الجازمُ تخيَّلوا أن الراءَ محلُّ الجزم ، ونظيرُه : لم أُبَلْ فإنَّ أصلَه أبالي ، ثم حذفوا لامَه رفعاً فلمَّا جزموه لم يَعْتَدُّوا بلامِه ، وتوهَّموا الجزم في اللام .
والرؤية هنا قلبيةٌ ف " أنَّ " في محلِّ المفعولَيْن أو أحدهما على الخلاف . وقرأ الأخَوان هنا { خالقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ } " خالق " اسمُ فاعلٍ مضافاً لِما بعده ، فلذلك خفضوا ما عُطِفَ عليه وهو الأرض . وفي النور :
{ خَالقُ كُلِّ دَآبَّةٍ } [ الآية : 45 ] اسمُ فاعل مضافاً لما بعده . والباقون " خَلَقَ " فعلاً ماضياً ، ولذلك نصبوا " الأرضَ " و { كُلِّ دَآبَّةٍ } ، فكسرُه " السماواتِ " في قراءة الأخوين خفضٌ ، وفي قراءةِ غيرِهما نصبٌ . / ولو قيل بأنه في قراءة الأخوين يجوزُ نَصْبُ " الأرضَّ " على أحدِ وجهين : إمَّا على المحلِّ ، وإمَّا على حَذْفِ التنوين لالتقاء الساكنين ، فتكون " السماواتِ " منصوبةً لفظاً وموضعاً ، لم يمتنعْ ، ولكن لم يُقْرأْ به .
و " بالحقِّ : متعلِّقٌ ب " خلق " على أن الباءَ سببيةٌ ، وبمحذوفٍ على أنها حاليةٌ : إمّا من الفاعلِ ، أي : مُحِقَّاً ، وإمَّا من المفعول ، أي : ملتبسةً بالحق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.