تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{مِثۡلَ دَأۡبِ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۚ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعِبَادِ} (31)

29

المفردات :

مثل دأب قوم نوح : مثل جزاء ما كانوا عليه من الكفر ، وإيذاء الرسل ، حيث عذبهم الله واستأصلهم .

التفسير :

31- { مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد } .

أي : أخاف عليكم أن يكون حالكم وشأنكم كحال قوم نوح ، حين كذبوا نوحا فأغرقهم الله ، ومثل عاد الذين أهلكهم الله بريح صرصر عاتية ، ومثل ثمود الذين أهلكهم الله بالطاغية ، ومثل قوم لوط الذين دمّر الله عليهم قريتهم ، وجعل عاليها سافلها ، وهؤلاء وأشباههم كذّبوا رسلهم ، فاستحقوا عذاب الله عقابا عادلا على تجرؤهم على الرسل ، وعلى كفرهم بالله ورسله ، والله تعالى عادل منصف ، فلا يعاقب إلا بذنب ، وهو سبحانه لا يريد أن يظلم العباد ، لأنه كريم حليم .

وفي هذا المعنى قال تعالى : { ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم . . . } ( النساء : 147 ) .

وقال سبحانه : { إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون } . ( يونس : 44 ) .