فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مِثۡلَ دَأۡبِ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۚ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعِبَادِ} (31)

ثم فسر الأحزاب فقال : { مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ } أي مثل حالهم في العذاب ، أو مثل عادتهم في الإقامة على التكذيب ، أو مثل جزاء ما كانوا عليه من الكفر والتكذيب .

{ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ } أي لا يعذبهم ولا يعاقبهم بغير ذنب ، ولا يترك الظالم منهم بغير انتقام ، أو لا يزيد على قدر ما يستحقون من العذاب أو لا يهلكهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم ، ونفي الإرادة للظلم يستلزم نفي الظلم بفحوى الخطاب وتفسير المعتزلة بأنه لا يريد لهم أن يظلموا بعبد ، لأن أهل اللغة قالوا إذ قال الرجل لآخر لا أريد ظلما لك ، معناه لا أريد أن أظلمك