السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَا تَشۡتَرُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ إِنَّمَا عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (95)

ثم أكد سبحانه وتعالى هذا التحذير بقوله تعالى : { ولا تشتروا } ، أي : ولا تكلفوا أنفسكم لجاجاً وتركاً للنظر أن تأخذوا وتستبدلوا . { بعهد الله } الذي له الكمال كله ، { ثمناً قليلاً } ، أي : من حطام الدنيا ، وإن كنتم ترونه كثيراً ، ثم علل قلته بقوله تعالى : { إنما عند الله } ، أي : الذي له الجلال والإكرام من ثواب الدارين { هو خير لكم } ، ولا يعدل عن الخير إلى غيره إلا لجوج ناقص العقل ، ثم شرط علم خيريته لكونهم من ذوي العلم بقوله تعالى : { إن كنتم تعلمون } ، أي : إن كنتم من أهل العلم والتمييز ، فتعلمون فضل ما بين العوضين .