إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَلَا تَشۡتَرُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ إِنَّمَا عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (95)

{ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ الله } ، أي : لا تأخذوا بمقابلة عهدِه تعالى وبَيعةِ رسوله عليه السلام ، أو آياتِه الناطقة بإيجاب المحافظةِ على العهود والأيمان ، { ثَمَناً قَلِيلاً } ، أي : لا تستبدلوا بها عرَضاً يسيراً ، وهو ما كانت قريشٌ يعِدون ضعفةَ المسلمين ويشترطون لهم على الارتداد من حُطام الدنيا . { إِنَّمَا عِنْدَ الله } عز وجل من النصر والتنعيم والثوابِ الأخرويّ ، { هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } مما يعِدونكم ، { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ، أي : إن كنتم من أهل العلمِ والتمييزِ ، وهو تعليلٌ للنهي على طريقة التحقيقِ .