ثم بين ذلك بقوله تعالى : { ما عندكم } ، أي : من متاع الدنيا ولذاتها ، { ينفد } ، أي : يفنى ، فصاحبه منغص العيش ، أشدّ ما يكون به اغتباطاً بانقطاعه . { وما عند الله } ، أي : الذي له الأمر كله من ثواب الآخرة ونعيم الجنة ، { باق } ، أي : دائم . روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من أحب دنياه أضرّ بآخرته ، ومن أحب آخرته أضرّ بدنياه ، فآثروا ما يبقى على ما يفنى » . وقرأ ابن كثير : " باقي " ، في الوقف بالياء ، والباقون بغير ياء . وأمّا في الوصل : فالجميع بالتنوين . { وليجزينّ الذين صبروا } على الوفاء بما يرضيه من الأوامر والنواهي في السرّاء والضرّاء . { أجرهم } ، أي : ثواب صبرهم ، { بأحسن ما كانوا يعملون } ، أي : بجزاء أحسن من أعمالهم ، أو يجزيهم على أحسن أعمالهم ، وذلك لأنّ المؤمن قد يأتي بالمباحات وبالمندوبات وبالواجبات ، ولا شكّ أنّ الواجبات والمندوبات مما يثاب على فعلها لا على فعل المباحات . وقرأ ابن كثير وعاصم : بالنون قبل الجيم ، أي : ولنجزين نحن ، والباقون بالياء ، أي : وليجزين الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.