فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا تَشۡتَرُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ إِنَّمَا عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (95)

ثم نهاهم سبحانه عن الميل إلى عرض الدنيا والرجوع عن العهد لأجله فقال : { وَلاَ تَشْتَرُوا بِعَهْدِ الله ثَمَناً قَلِيلاً } أي : لا تأخذوا في مقابلة عهدكم عوضاً يسيراً حقيراً . وكل عرض دنيوي وإن كان في الصورة كثيراً ، فهو لكونه ذاهباً زائلاً يسير ، ولهذا ذكر سبحانه بعد تقليل عرض الدنيا خيرية ما عند الله فقال : { إِنَّمَا عِنْدَ الله هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } أي : ما عنده من النصر في الدنيا والغنائم والرزق الواسع ، وما عنده في [ الآخرة ] من نعيم الجنة الذي لا يزول ولا ينقطع هو خير لهم . ثم علل النهي عن أن يشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً ، وأن ما عند الله هو خير لهم بقوله : { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي : إن كنتم من أهل العلم والتمييز بين الأشياء .

/خ96