ولما حذر سبحانه وتعالى عن نقض العهد والأيمان مطلقاً قال تعالى : { ولا تتخذوا أيمانكم دخلاً } ، أي : فساداً ومكراً وخديعة { بينكم } ، وليس المراد منه التحذير عن نقض مطلق الأيمان ، وإلا لزم التكرار الخالي عن الفائدة في موضع واحد ، بل المراد : نهي أولئك الأقوام المخاطبين بهذا الخطاب عن بعض أيمان مخصوصة أقدموا عليها ، فلهذا المعنى قال المفسرون : المراد نهي الذين بايعوا النبيّ صلى الله عليه وسلم عن نقض العهد ؛ لأنّ قوله تعالى : { فتزلَّ } ، أي : فيكون ذلك سبباً لأن تزل { قدم } هي في غاية العظمة ، { بعد ثبوتها } ، أي : عن مركزها التي كانت به من دين أو دنيا ، فلا يصير لها قرار فتسقط عن مرتبتها ، لا يليق بنقض عهد قبله ، وإنما يليق بنقض عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإيمان به وبشرائعه .
تنبيه : فتزل منصوب بإضمار " أن " على جواب النهي ، وزلل القدم مثل يذكر لكل من وقع في بلاء بعد عافية ، أو سقط في ورطة بعد سلامة ، أو محنة بعد نعمة . { وتذوقوا السوء } ، أي : العذاب في الدنيا ، { بما } ، أي : بسبب ما { صددتم } ، أي : أنفسكم ومنعتم بأيمانكم التي قد أردتم بها الإفساد وخفاء الحق . { عن سبيل الله } ، أي : دينه ، وذلك أنّ من نقض العهد سهل على غيره طرق نقض العهد فيستن به ، { ولكم } مع ذلك { عذاب عظيم } ، أي : ثابت غير منفك إذا متم على ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.