{ وأضل فرعون قومه } أي : بدعائهم إلى عبادته { وما هدى } أي : ما أرشدهم ، وهذا تكذيب لفرعون وتهكم به في قوله : { وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } [ غافر ، 29 ] .
تنبيه : لا بأس بذكر شيء من هذه القصة ، فنقول : قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لما أمر الله تعالى موسى أن يقطع بقومه البحر ، وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون الحلي والدوابّ لعيد يخرجون إليه ، فخرج بهم ليلاً ، وكان يوسف عليه الصلاة والسلام عهد إليهم عند موته أن يخرجوا بعظامه معهم من مصر ، فلم يعرفوا مكانها حتى دلتهم عجوز على موضع العظم ، فأخذوه ، وقال موسى عليه السلام للعجوز : احتكمي ، أي : انظري لك شيئاً اطلبيه ، فقالت : أكون معك في الجنة ، فلما خرجوا تبعهم فرعون وعلى مقدمته ألف ألف وخمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب ، فلما انتهى موسى إلى البحر قال : هنا أمرت ، فأوحى الله تعالى إليه أن { اضرب بعصاك البحر } فضربه فانفلق ، فقال لهم موسى : ادخلوا فيه ، فقالوا : كيف وهي رطبة ؟ فدعا ربه فهبت عليها الصبا ، فجفت ، فقالوا : نخاف الغرق في بعضنا ، فجعل بينهم كوى يرى بعضهم بعضاً ، ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر ، وأقبل فرعون إلى تلك الطرق ، فقال له قومه : إن موسى قد سحر البحر كما ترى ، وكان على فرس حصان ، فأقبل جبريل عليه السلام على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة ، فسار جبريل بين يدي فرعون ، فأبصر الحصان الفرس ، فاقتحم بفرعون على أثرها ، فصاحت الملائكة في الناس : الحقوا حتى إذا لحق آخرهم ، وكاد أوّلهم أن يخرج التقى البحر عليهم ، فغرقوا ، فرجع بنو إسرائيل حتى ينظروا إليهم ، وقالوا : يا موسى ادع الله يخرجهم لنا حتى ننظر إليهم ، فلفظهم البحر إلى الساحل ، وأصابوا من سلاحهم ، وذكر ابن عباس أن جبريل قال : يا محمد لو رأيتني وأنا أدس في في فرعون الماء والطين مخافة أن يتوب ، فهذا معنى قوله تعالى : { فغشيهم من اليم ما غشيهم } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.