السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَلَا تَطۡغَوۡاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيۡكُمۡ غَضَبِيۖ وَمَن يَحۡلِلۡ عَلَيۡهِ غَضَبِي فَقَدۡ هَوَىٰ} (81)

وقوله تعالى : { كلوا من طيبات ما رزقناكم } أمر إباحة أن فسر الطيب باللذيذ ؛ لأن المن والسلوى من لذائذ الأطعمة ، وإن فسر بالحلال ؛ لأن الله تعالى أنزله إليهم ، ولم تمسه يد الآدميين ، فهو أمر إيجاب ، وقرأ حمزة والكسائي { قد أنجيناكم } { ووعدناكم } { ما رزقناكم } بتاء مضمومة بعد التحتية من أنجينا ، وبعد الدال من وعدنا ، وبعد القاف من رزقنا ، ولا ألف في الثلاثة ، والباقون بالنون ، وألف بعدها في الثلاثة ، وأسقط أبو عمرو الألف قبل العين من وعدنا ، وأثبتها الباقون ، ثم زجرهم عن العصيان بقوله تعالى : { ولا تطغوا فيه } أي : فيما رزقناكم بالإخلال بشكره ، والتعدي بما حد الله لكم فيه من السرف والبطر والمنع عن المستحقين ، وقرأ الكسائي { فيحل } بضم الحاء ، أي : ينزل ، والباقون بكسرها ، أي : يجب { عليكم غضبي } أي : عقوبتي { ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى } أي : هلك ، وقيل : شقي ، وقيل : وقع في الهاوية ، وقرأ الكسائي بضم اللام الأولى ، وكسرها الباقون ،