البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَأَضَلَّ فِرۡعَوۡنُ قَوۡمَهُۥ وَمَا هَدَىٰ} (79)

{ وأضل فرعون قومه } أي من أول مرة إلى هذه النهاية ويعني الضلال في الدين .

وقيل : أضلهم في البحر لأنهم غرقوا فيه ، واحتج به القاضي على مذهبه فقال : لو كان الضلال من خلق الله لما جاز أن يقال : { وأضل فرعون قومه } بل وجب أن يقال : الله أضلهم لأن الله تعالى ذمه بذلك فكيف يكون خالقاً للكفر لأن من ذم غيره بفعل شيء لا بد أن يكون المذموم فاعلاً لذلك الفعل وإلاّ استحق الذام الذم انتهى .

وهو على طريقة الاعتزال { وما هدى } أي ما هداهم إلى الدين ، أو ما نجا من الغرق ، أو ما اهتدى في نفسه لأن { هدى } قد يأتي بمعنى اهتدى .