{ قال } مجيباً لربه تعالى : { هم أولاء } أي : بالقرب مني يأتون { على أثري } أي : ماشين على آثار مشي قبل أن ينطمس ، وما تقدمتهم إلا بخطى يسيرة لا يعتد بها عادة ، وليس بيني وبينهم إلا مسافة قريبة يتقدم بها الرفقة بعضهم على بعض { وعجلت إليك رب لترضى } أي : لتزداد عني رضاً ، فإن المسارعة إلى امتثال أمرك والوفاء بعهدك يوجب مرضاتك .
الأول : قوله تعالى : { وما أعجلك } استفهام ، وهو على الله تعالى وأجيب عنه : بأنه كان في صورة الاستفهام ، ولا مانع منه .
الثاني : أن موسى عليه السلام لا يخلو إما أن يكون ممنوعاً من ذلك التقدم ، أو لم يكن ، فإن كان الأول كان التقدم معصية ، وإن لم يكن فلا إنكار ، وأجيب عنه : بأنه عليه السلام لعله ما وجد نصاً في ذلك ، فاجتهد ، فأخطأ في اجتهاده ، فاستوجب العتاب .
الثالث : قوله : { وعجلت } ، والعجلة مذمومة ، أجيب عنه بأنها ممدوحة في الدين قال تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم } [ آل عمران ، 133 ] .
الرابع : قوله : { لترضى } يدل على أنه إنما فعل ذلك ليحصل الرضا ، وإذا لم يكن راضياً عنه ، وجب أن يكون ساخطاً عليه ، وذلك لا يليق بحال الأنبياء عليهم السلام ، أجيب عنه : بأن المراد تحصيل دوام الرضا ، أو زيادته كما مرَّ .
الخامس : قوله : { إليك } يقتضي كون الله تعالى في جهة لأن إلى لانتهاء الغاية ، وأجيب عنه : بأنا اتفقنا على أن الله تعالى لم يكن في الجبل ، فالمراد مكان وعدك .
السادس : قوله تعالى : { ما أعجلك عن قومك } سؤال عن سبب العجلة ، فكان جوابه اللائق به أن يقول : طلب زيادة رضاك ، أو التشوق إلى كلامك ، وأما قوله : { هم أولاء على أثري } فغير منطبق عليه كما ترى ؛ أجيب عنه بأن سؤال الله تعالى يتضمن شيئين ؛ أحدهما : إنكار نفس العجلة ، والثاني : السؤال عن سبب التقدم ، فأجاب عن السؤال عن العجلة ؛ لأنها أهم ، فقال : وعجلت إليك رب لترضى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.