السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ لَقَدۡ كُنتُمۡ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (54)

ولذا { قال } إبراهيم عليه السلام { لقد كنتم } وأكده بقوله : { أنتم } لأجل صحة العطف لأن الضمير المرفوع المتصل حكمه حكم جزء الفعل والعطف على ضمير هو في حكم بعض الفعل ممتنع ونحوه : { اسكن أنت وزوجك الجنة } [ البقرة ، 35 ] ، { وآباؤكم } أي : من قبلكم { في ضلال مبين } فبين أن المقلدين والمقلدين جميعاً منخرطون في سلك ضلال لا يخفى على من به أدنى مسكة لاستناد الفريقين إلى غير دليل بل إلى هوى متبع وشيطان مطاع لاستبعادهم أن يكون ما هم عليه ضلالاً بقوا متعجبين من تضليله إياهم .