إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَ لَقَدۡ كُنتُمۡ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (54)

{ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ } الذين سنّوا لكم هذه السنةَ الباطلة { في ضلال } عجيبٍ لا يقادَر قدرُه { مُّبِينٌ } أي ظاهر بيّن بحيث لا يخفى على أحد من العقلاء كونُه كذلك ، ومعنى كنتم مطلقُ استقرارِهم على الضلال لا استقرارُهم الماضي الحاصلِ قبل زمانِ الخطاب المتناولِ لهم ولآبائهم ، أي والله لقد كنتم مستقرين على ضلال عظيم ظاهرٍ لعدم استنادِه إلى دليل ما ، والتقليدُ إنما يجوز فيما يحتمل الحقية في الجملة .