السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{۞وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَآ إِبۡرَٰهِيمَ رُشۡدَهُۥ مِن قَبۡلُ وَكُنَّا بِهِۦ عَٰلِمِينَ} (51)

القصة الثانية : قصة إبراهيم عليه السلام المذكورة في قوله تعالى : { ولقد أتينا } بما لنا من العظمة { إبراهيم رشده } أي : صلاحه وهداه { من قبل } أي : من قبل موسى وهارون ومحمد صلى الله وسلم عليهم وقيل : من قبل استنبائه أو بلوغه حيث قال : إني وجهّت وجهي { وكنّا به } ظاهراً وباطناً { عالمين } بأنه أهل لما آتيناه لأنه جبلة خير جامع لمحاسن الأوصاف ومكارم الأخلاق والخصال يدوم على الرشد ويترقى فيه إلى أعلى درجاته لما طبعناه عليه ، وفي ذلك إشارة إلى أنه فعله تعالى باختيار وحكمة وأنه عالم بالجزئيات .