{ قال لقد كنتم انتم وآباؤكم في ضلال مبين } أي في خسران واضح ظاهر لا يخفى على أحد ، ولا يلتبس على ذي عقل ، فإن قوم إبراهيم عبدوا الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ولا تسمع ولا تبصر ، وليس بعد هذا الضلال ضلال ، ولا يساوي هذا الخسران خسران ، قال النسفي : أراد أن المقلدين والمقلدين منخرطون في سلك ضلال ظاهر وأكد ب { أنتم } ليصح العطف لأن العطف على ضمير هو في حكم بعض الفعل ممتنع . انتهى .
أقول : وهؤلاء المقلدة هم من أهل الإسلام استبدلوا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه سلم كتبا قد دونت فيها اجتهادات عالم من علماء الإسلام زعم أنه لم يقف على دليل يخالفها إما لقصور منه أو لتقصير في البحث فوجد ذلك الدليل من وجده وأبرزه واضح المنار كأنه علم في رأسه نار ، وقال هذا كتاب الله أو هذه سنة رسوله وأنشدهم :
دعوا كل قول عند قول محمد فما آمن في دينه كمخاطر
وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد
يأبى الفتى إلا إتباع الهوى ومنهج الحق له واضح
قال البيضاوي : والتقليد إن جاز فإنما يجوز لمن علم في الجملة أنه على الحق ثم لما سمع أولئك مقالة الخليل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.