البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ لَقَدۡ كُنتُمۡ أَنتُمۡ وَءَابَآؤُكُمۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (54)

{ قال : لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين } أي في حيرة واضحة لا التباس فيها ، وحكم بالضلال على المقلدين والمقلدين وجعل الضلال مستقراً لهم و { أنتم } توكيد للضمير الذي هو اسم { كان } قال الزمخشري : و { أنتم } من التأكيد الذي لا يصح الكلام مع الإخلال به لأن العطف على ضمير هو في حكم بعض الفعل ممتنع ونحوه { اسكن أنت وزوجك الجنة } انتهى ، وليس هذا حكماً مجمعاً عليه فلا يصح الكلام مع الإخلال به لأن الكوفيين يجيزون العطف على الضمير المتصل المرفوع من غير تأكيد بالضمير المنفصل المرفوع ، ولا فصل وتنظيره ذلك : باسكن أنت وزوجك الجنة مخالف لمذهبه في { اسكن أنت وزوجك } لأنه يزعم أن وزوجك ليس معطوفاً على الضمير المستكن في { اسكن } بل قوله : { وزوجك } مرتفع على إضمار ، وليسكن فهو عنده من عطف الجمل وقوله هذا مخالف لمذهب سيبويه .