السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِۦ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمًا عَالِينَ} (46)

{ إلى فرعون وملئه } أي : وقومه ولكن لما كان الأطراف لا يخافون الأشراف عدهم عدماً ، ومن الواضح أنّ التقدير أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، وأشار بقوله تعالى : { فاستكبروا } إلى أنهم أوجدوا الكبر عن الاتباع فيما دعوهم إليه عقب الإبلاغ من غير تأمل ولا تثبت ، وطلبوا أنّ لا يكونوا تحت أمر من دعاهم ، وأشار بالكون إلى فساد جبلتهم بقوله تعالى : { وكانوا قوماً } أي : أقوياء { عالين } أي : متكبرين قاهرين غيرهم بالظلم .