القصة الخامسة : قصة عيسى عليه السلام المذكورة في قوله تعالى : { وجعلنا } أي : بعظمتنا وقدرتنا { ابن مريم } نسبه إليها تحقيقاً لكونه لا أب له ، وكونه بشراً محمولاً في البطن مولوداً لا يصلح لرتبة الإلهية ، وزاد في تحقيق ذلك بقوله : { وأمه } وقال تعالى : { آية } ولم يقل : آيتين ؛ لأنّ الآية فيهما واحدة ولادته من غير فحل ، ويحتمل أنّ الآية الأولى حذفت لدلالة الثانية عليها ، والتقدير : وجعلنا ابن مريم آية وأمه آية لأنّ الله تعالى : جعل مريم آية لأنها حملته من غير ذكر ، وقال الحسن : قد تكلمت في صغرها كما تكلم عيسى وهو قولها : { هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } [ آل عمران ، 37 ] ، ولم تلتقم ثدياً قط .
تنبيه : قال بعض المفسرين : ولعل في ذلك إشارة إلى أنه تكلمت به آية للقدرة على إيجاد الإنسان بكل اعتبار من غير ذكر ولا أنثى ، وهو آدم عليه السلام ، ومن ذكر بلا أنثى وهي حوّاء عليها السلام ، ومن أنثى بلا ذكر وهو عيسى عليه السلام ، ومن الزوجين وهو بقية الناس { وآويناهما } أي : بعظمتنا { إلى ربوة } أي : مكان عالٍ من الأرض .
تنبيه : قد اختلف في هذه الربوة ، فقال عطاء عن ابن عباس : هي بيت المقدس ، وهو قول قتادة وكعب ، قال كعب : هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً ، وقال عبد الله بن سلام : هي دمشق ، وقال أبو هريرة : هي الرملة ، وقال السدي : هي أرض فلسطين ، وقال ابن زيد : هي مصر ، وقرأ ابن عامر وعاصم بفتح الراء ، والباقون بضم الراء { ذات قرار } أي : منبسطة مستوية واسعة يستقر عليها ساكنوها { ومعين } أي : ماء جار ظاهر تراه العيون .
تنبيه : قد اختلف في زيادة ميم معين وأصالتها فوجه من جعلها مفعولاً أنه مدرك بالعين لظهوره من عانه إذا أدركه بعينه نحو ركبه إذا ضربه بركبته ، ووجه من جعله فعيلاً أنه نفاع لظهوره وجريه من الماعون وهو المنفعة قيل : سبب الإيواء أنها مرت بابنها إلى الربوة ، وبقيت بها اثنتي عشرة سنة ، ثم رجعت إلى أهلها بعدما مات ملكهم وهاهنا آخر القصص .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.