السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ} (60)

ولما أثبت لهم الإيمان الخالص نفى عنهم العجب بقوله تعالى : { والذين يؤتون } أي : يعطون { ما آتوا } أي : ما أعطوا من الصدقة والأعمال الصالحة ، وهذه الصفة الرابعة { وقلوبهم وجلة } أي : شديدة الخوف أنّ لا يقبل منهم ولا ينجيهم من عذاب الله ، ثم علل ذلك بقوله تعالى : { أنهم إلى ربهم } أي : الذي طال إحسانه إليهم { راجعون } بالبعث ، فيجازيهم على النقير والقطمير ، ويجزيهم بكل قليل وكثير ، وهو الناقد البصير ، ولا تنفع هناك الندامة ، وليس هناك إلا الحكم العدل والحكم القاطع من جهة مالك الملك ؛ قال الحسن البصري : المؤمن جمع إيماناً وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمناً .