السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَقَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لِبَشَرَيۡنِ مِثۡلِنَا وَقَوۡمُهُمَا لَنَا عَٰبِدُونَ} (47)

ولما تسبب عن استكبارهم وعلوهم إنكارهم للاتباع قال تعالى : { فقالوا أنؤمن } أي : بالله تعالى مصدقين { لبشرين مثلنا } أي : في البشرية والمأكل والمشرب وغيرهما مما يعتري البشر كما قال من تقدمهم : { وقومهما } أي : والحال أنّ قومهما أي : بني إسرائيل { لنا عابدون } خضوعاً وتذللاً أي : في غاية الذل والانقياد كالعبيد ، فنحن أعلى منهما بهذا ، أو لأنه كان يدعي الإلهية ، فادعى للناس العبادة وأنّ طاعتهم له عبادة على الحقيقة .