السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{نُسَارِعُ لَهُمۡ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ بَل لَّا يَشۡعُرُونَ} (56)

ثم أخبر عن أنّ بقوله تعالى : { نسارع } أي : نعجل { لهم } أي : به { في الخيرات } لا نفعل ذلك { بل لا يشعرون } أنهم في غاية البعد عن الخيرات { سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } [ الأعراف ، 182 ] ، وقال تعالى في موضع آخر : { فلا تعجبك أمولهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون } [ التوبة ، 55 ] ، وروي عن زيد بن ميسرة أنه قال : أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء أيفرح عبدي أنّ أبسط إليه الدنيا ، وهو أبعد له مني ، ويحزن أنّ أقبض عنه الدنيا وهو أقرب له مني ، وعن الحسن أنه لما أتي عمر رضي الله عنه بسواري كسرى فأخذهما ووضعهما في يد سراقة بن مالك فبلغا منكبيه ، فقال عمر : اللهم إني قد علمت أنّ نبيك عليه الصلاة والسلام كان يحب أن يصيب مالاً لينفقه في سبيلك ، فزويت ذلك عنه ، ثم إن أبا بكر كان يحب ذلك اللهم لا يكون ذلك مكراً منك ، ثم تلا : { أيحسبون } الآية .