السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِذَا ٱسۡتَوَيۡتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلۡفُلۡكِ فَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي نَجَّىٰنَا مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (28)

ولقد بالغ سبحانه وتعالى حيث اتبع النهي عنه الأمر بالحمد على هلاكهم والنجاة منهم بقوله تعالى : { فإذا استويت } أي : اعتدلت { أنت ومن معك } أي : من البشر وغيرهم { على الفلك } ففرغت من امتثال الأمر بالحمل { فقل الحمد لله } أي : الذي لا كفء له ؛ لأنه مختص بصفات الحمد { الذي نجانا } بحملنا فيه { من القوم } أي : الأعداء الأغبياء { الظالمين } أي : الكافرين لقوله تعالى : { فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين } [ الأنعام ، 45 ] .

تنبيه : إنما قال تعالى : قل ، ولم يقل : قولوا ؛ لأنّ نوحاً عليه السلام كان لهم نبياً وإماماً فكان قوله قولاً لهم مع ما فيه من الإشعار بفضل النبوّة وإظهار كبرياء الربوبية ، وإن رتبة تلك المخاطبة لا يترقى إليها إلا ملك أو نبي .