السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ} (99)

ثم إن الله تعالى أخبر أن هؤلاء الكفار الذين ينكرون البعث يسألون الرجعة إلى الدنيا عند معاينة الموت بقوله تعالى : { حتى } وهي هنا كما قال الجلال المحلي ابتدائية أو متعلقة بيصفون أو بكاذبون كما قال الزمخشري ، وقدّم المفعول ليذهب الوهم في فاعله كل مذهب فقال : { إذا جاء أحدهم الموت } فكشف له الغطاء وظهر له الحق ولاحت له بوارق العذاب ، ولم يبق في شيء من ذلك ارتياب { قال } متحسراً على ما فرّط فيه من الإيمان والطاعة مخاطباً لملائكة العذاب على عادة جهله ووقوفه مع المحسوس من دأب البهائم { رب ارجعون } أي : ردوني إلى الدنيا دار العمل ، ويجوز أن يكون الجمع له تعالى وللملائكة أو للتعظيم على عادة مخاطبات الأكابر سيما الملوك كقوله :

ألا فارحموني يا إله محمد ***

وقوله :

فإن شئت حرمت النساء سواكم ***

أو القصد تكرير الفعل للتأكيد ؛ لأنه في معنى أرجعني كما قيل في قفا واطرقا فإنهما بمعنى قف قف واطرق اطرق ،