السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٖ} (135)

ثم خوّفهم بقوله : { إني أخاف عليكم } قال ابن عباس : إن عصيتموني أي : فإنكم قومي يسوءني ما يسوءكم { عذاب يوم عظيم } في الدنيا والآخرة فإنه كما قدر على الإنعام فهو قادر على الانتقام وتعظيم اليوم أبلغ من تعظيم العذاب . ولما بالغ عليه السلام في وعظهم وتنبيههم على نعم الله تعالى حيث أجملها ثم فصلها مستشهدا بعلمهم وذلك أنه أيقظهم عن سنة غفلتهم عنها حين قال : { أمدّكم بما تعلمون } ثم عدّدها عليهم وعرّفهم المنعم بتعديد ما يعلمون من نعمته وأنه كما قدر أن يتفضل عليكم بهذه النعمة قادر على الانتقام منكم ولم يقدّر الله تعالى هدايتهم .