السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (2)

وقوله تعالى : { تنزيل الكتاب } أي : الجامع من الحدود والأحكام والمعارف والإكرام إما خبر لحم إن كانت مبتدأ ، وإما خبر لمبتدأ مضمر وإما مبتدأ وخبره { من الله } أي : الجامع لجميع صفات الكمال ، ولما كان النظر هنا من بين جميع الصفات إلى العزة والعلم أكثر لأجل أن المقام لإثبات الصدق وعداً ووعيداً قال تعالى : { العزيز } أي : في ملكه { العليم } بخلقه ، فبين تعالى أنه بقدرته وعلمه أنزل القرآن الذي يتضمن المصالح والإعجاز ولولا كونه عزيزاً عالماً لما صح ذلك .