السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡ كَانَ خَيۡرٗا مَّا سَبَقُونَآ إِلَيۡهِۚ وَإِذۡ لَمۡ يَهۡتَدُواْ بِهِۦ فَسَيَقُولُونَ هَٰذَآ إِفۡكٞ قَدِيمٞ} (11)

{ وقال الذين كفروا } أي : تعمدوا تغطية الحق { للذين } أي : لأجل إيمان الذين { آمنوا } أي سبقوهم إلى الإيمان { لو كان } أي : إيمانهم بالقرآن { خيراً } أي : من جملة الخيور { ما سبقونا إليه } ونحن أشرف منهم ، وأكثر أموالاً وأولاداً ، وأعلم بتحصيل العز والسؤدد الذي هو مناط الخير . كما لم يسبقونا إلى شيء من هذه الخيرات التي نحن فائزون بها وهم صفر منها لكن ليس بخير ، فلهذا سبقونا إليه { وإذ } أي : و حين { لم يهتدوا به } أي : بالقرآن كما اهتدى به أهل الإيمان { فسيقولون هذا } أي : القرآن الذي سبقتم إليه { إفك } أي : شيء مصروف عن وجهه إلى قفاه { قديم } أي : أفك غيره وعثر هو عليه فأتى به ونسبه إلى الله تعالى كما قالوا أساطير الأولين .