السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمٗا تَجۡهَلُونَ} (23)

{ قال } أي هود مكذباً لهم في نسبتهم إليه ادعاء شيء من ذلك : { إنما العلم } أي : المحيط بكل شيء ، عذابكم وغيره . { عند الله } أي : المحيط بجميع صفات الكمال ، فهو ينزل علم ما توعدون به على من يشاء إن شاء . ولا علم لي إلى الآن ، ولا لكم بشيء من ذلك ولا قدرة ، { وأبلغكم } أي : في الحال والاستقبال وقرأ أبو عمرو بسكون الباء الموحدة وتخفيف اللام والباقون : بفتح الموحدة وتشديد اللام . { ما أرسلت به } ممن لا مرسل في الحقيقة غيره ، سواء أكان وعداً أم وعيداً أم غير ذلك . ولم يذكر الغاية ؛ لأنّ ما أرسل به صالح لهم ولغيرهم { ولكني أراكم } أي : أعلمكم علماً كالرؤية . وقرأ نافع والبزي وأبو عمرو : بفتح الياء والباقون : بسكونها . وأمال الألف بعد الراء ورش بين بين وأمالها أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي محضة . والباقون بالفتح . { قوماً تجهلون } أي : باستعجال العذاب . فإنّ الرسل بعثوا مبلغين منذرين لا مقترحين .