ولما كان قوم عاد أكثر أموالاً وقوة وجاهاً من أهل مكة ، ذكر تعالى قصتهم ليعتبروا ، فيتركوا الاغترار بما وجدوه في الدنيا . فقال عز من قائل : { واذكر } يا أشرف الرسل ، لهؤلاء الذين لا يتعظون { أخا عاد } وهو أخوك هود عليه السلام ، الذي كان بين قوم أشدّ من قومك ، ولم يخف عاقبتهم وأمرهم ونهاهم ونجيناه منهم فهو لك قدوة ، وفيه أسوة ، ولقومك في قصدهم إياك بالأذى من أمره موعظة . وقوله تعالى : { إذ أنذر } بدل اشتمال من { أخا } { قومه } أي : الذين لهم قوة على القيام فيما يحاولونه . { بالأحقاف } قال ابن عباس : واديين عمان ومهرة ، وقال مقاتل : كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بموضع يقال له : مهرة إليها تنسب الإبل المهرية . وكانوا أهل عمد سيارة في الربيع ، فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم . وكانوا من قبيلة إرم قال قتادة : ذكر لنا : أن عاداً كانوا حياً من اليمن ، كانوا أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشحر .
{ وقد } أي : والحال أنّه قد { خلت النذر } أي : مرّت ومضت الرسل الكثيرون { من بين يديه } أي : قبل هود ، كنوح وشيث وآدم عليهم السلام { ومن خلفه } أي : بعده والمعنى ؛ أنّ الرسل الذين بعثوا قبله ، والذين سيبعثون بعده كلهم منذرون نحو إنذاره ، والجملة حال ، أو اعتراض . ولما أشار إلى كثرة الرسل ، ذكر وحدتهم في أصل الدعاء ، فقال مفسراً للإنذار معبراً بالنهي { أن لا تعبدوا } أي : أيها العباد المنذرون ، بوجه من الوجوه شيئاً من الأشياء { إلا الله } أي : الملك الذي لا ملك غيره ، ولا خالق سواه ، ولا منعم إلا هو فإني أراكم تشركون به من لم يشركه في شيء من تدبيركم والملك لا يقرّ على مثل هذا { إني أخاف عليكم } لكونكم قومي ، وأعز الناس عليّ { عذاب يوم عظيم } أي لا يدع جهة إلا ملأها عذابه إن أصررتم على ما أنتم فيه من الشرك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.