فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالَ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمٗا تَجۡهَلُونَ} (23)

{ قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون( 23 ) } .

ذكرهم هود عليه السلام بضعف الخَلق وقوة الخالق فقال : علم كل شيء عند الله لا عندي ؛ فوقت حلول ما تستعجلون به ونزوله معلوم لله وحده ، الذي أحاط بكل شيء علما ؛ فإن كنتم تستحقون تعجيل العذاب فسيعجله بحكمته وقدرته .

[ والكلام كناية عن أنه لا يقدر عليه ولا على تعجيله ، لأنه لو قدر عليه وأراده كان له به علم في الجملة ، فنفيُ عِلمه به المدلول عليه بالحصر نفيٌ لمدخليته فيه حتى يطلب تعجيله من الله عز وجل ويدعو به ]{[4631]} .

وما أنا إلا مبلغ عن الله ما بعثني به إليكم ، ولكني أراكم تجهلون مقام ربكم ، وتجهلون عاقبة شرككم واستكباركم ، وتجهلون قدرة الله على تعذيبكم ، ولهذا تستعجلون ساعة هلاككم وخسرانكم ، [ شأنكم الجهل ، ومن آثار ذلك أنكم تقترحون عليّ ما ليس من وظائف الرسل من الإتيان بالعذاب ]{[4632]} .

[ وأي جهل من نسبة نبي الله إلى الكذب ، ومن ترك طريقة الاحتياط ومن استعجال ما فيه هلاكهم ؟ ]{[4633]} .


[4631]:ما بين العارضتين أورده الألوسي.
[4632]:ما بين العارضتين أورده الألوسي
[4633]:أورد ذلك صاحب تفسير غرائب القرآن.