فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمٗا تَجۡهَلُونَ} (23)

{ قالوا } أي جوابا لإنذاره { أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا } أي لتصرفنا عن عبادتها ، وقيل : لتزيلنا ، وقيل لتمنعنا ، والمعنى متقارب { فأتنا بما تعدنا } من عذاب يوم عظيم { إن كنت من الصادقين } في وعدك لنا به { قال : إنما العلم } بوقت مجيئه { عند الله } لا عندي ولا مدخل لي فيه فاستعجل به .

{ وأبلغكم } أي وأما أنا فإنما وظيفتي التبليغ { ما أرسلت به } إليكم من ربكم من الإنذار والإعذار لا الإتيان بالعذاب إذ ليس من مقدوري بل هو من مقدورات الله تعالى : { ولكني أراكم قوما تجهلون } حيث بقيتم مصرين على كفركم ، ولم تهتدوا بما جئتكم به بل اقترحتم علي ما ليس من وظائف الرسل .