السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلذَّـٰرِيَٰتِ ذَرۡوٗا} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي ستون آية وثلاثمائة وستون كلمة وألف ومائتان وتسعة وثمانون حرفاً .

{ بسم الله } أي المحيط بصفات الكمال فهو لا يخلف الميعاد { الرحمن } الذي عم الخلائق بنعمة الإيجاد { الرحيم } الذي خص من اختاره بالتوفيق لما يرضاه من المراد .

ولما ختم الله سبحانه وتعالى ق بالتذكير بالوعيد افتتح هذا بالقسم البالغ على صدقه ، فقال عز من قائل مناسباً بين القسم والمقسم عليه : { والذاريات } أي : الرياح تذرو التراب وغيره ، وقيل : النساء الوالدات ، فإنهنّ يذرين الأولاد ، وقوله تعالى { ذروا } منصوب على المصدر المؤكد والعامل فيه فرعه وهو اسم الفاعل والمفعول محذوف اقتصاراً ، يقال : ذرت الريح التراب وأذرته .