السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱسۡتَمِعۡ يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (41)

وقوله تعالى : { واستمع } أي : لما أخبرك به من أحوال القيامة فيه تهويل وتعظيم للمخبر به والمحدّث عنه . كما روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال سبعة أيام لمعاذ بن جبل «يا معاذ اسمع ما أقول ثم حدّثه بعد ذلك » وقوله تعالى { يوم } ظرف لاستمع أي استمع ذلك في يوم { ينادي المنادي } أي : إسرافيل يقف على صخرة ببيت المقدس فينادي بالحشر فيقول : أيتها العظام البالية واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إنّ الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء .

وقيل : المنادي جبريل { من مكان قريب } بحيث يسمع الصوت من بعد كما يسمعه من قرب يكونون في السماع سواء ، لا تفاوت بينهم أصلاً . واختلف في ذلك المكان القريب . فأكثر المفسرين : أنه صخرة بيت المقدس فإنها أقرب الأرض إلى السماء باثني عشر ميلاً وهي وسط الأرض . وقيل : من تحت أقدامهم . وقيل : من منابت شعورهم يسمع من كل شعرة أيتها العظام البالية .