السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مُّتَّكِـِٔينَ عَلَيۡهَا مُتَقَٰبِلِينَ} (16)

ولما ذكر تعالى السرر وبين عظمتها ذكر غايتها فقال سبحانه : { متكئين عليها } أي : السرر على الجنب أو غيره كحال من يكون على كرسي فيوضع تحته شيء آخر للاتكاء عليه { متقابلين } فلا ينظر بعضهم إلى قفا بعض ، وقال مجاهد وغيره : هذا في المؤمن وزوجته وأهله أي : يتكؤون متقابلين ، قال الكلبي طول كل سرير ثلث مئة ذراع ، فإذا أراد العبد أن يجلس عليها تواضعت فإذا جلس عليها ارتفعت وقيل : إنهم صاروا أرواحاً نورانية صافية ليس لهم أدبار ولا ظهور .

تنبيه : { متكئين عليها متقابلين } حالان من الضمير في على سرر ، ويجوز أن تكون حالاً متداخلة فيكون متقابلين حالاً من ضمير متكئين ، ثم بين تعالى أنهم في غاية الراحة بقوله تعالى : { يطوف عليهم ولدان مخلدون } .