ولما دلّ ما ذكر في هذه السورة من النعم على إحاطة مبدعها بأوصاف الكمال وختم نعم الدنيا بقوله تعالى : { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } [ الرحمن : 27 ] وفيه إشارة إلى أنّ الباقي هو الله تعالى وأنّ الدنيا فانية ختم نعيم الآخرة بقوله عز من قائل : { تبارك } قال ابن برّجان : تفاعل من البركة ولا يكاد يذكره جل ذكره إلا عند أمر معجب ا . ه . ومعناه ثبت ثباتاً لا تسع العقول وصفه .
ولما كان تعظيم الاسم أبلغ في تعظيم المسمى قال تعالى : { اسم ربك } أي : المحسن إليك بإنزال هذا القرآن الذي جبلك على متابعته فصرت مظهراً له وصار خلقاً لك فصار إحسانه إليك فوق الوصف ؛ وقيل : لفظ اسم زائد وجرى عليه الجلال المحلي والأوّل أولى .
{ ذي الجلال } أي : العظمة الباهرة { والإكرام } قال القرطبي : كأنه يريد به الاسم الذي افتتح به السورة ، فقال : { الرحمن } فافتتح بهذا الاسم فوصف خلق الإنسان والجنّ ، وخلق السماوات والأرض وصنعه ؛ وأنه تعالى كل يوم هو في شان ، ووصف تدبيره فيهم ؛ ثم وصف يوم القيامة ، وأهوالها ، وصفة النار ، ثم ختمها بصفة الجنان .
ثم قال في آخر الصفة { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام } أي : هذا لاسم الذي افتتح به هذه السورة ، كأنه يعلمهم أنّ هذا كله خرج لكم من رحمتي ، فمن رحمتي خلقتكم ، وخلقت لكم السماء والأرض والخليقة والجنة والنار فهذا كله لكم من اسم الرحمن فمدح اسمه فقال تعالى : { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام } أي : جليل في ذاته كريم في أفعاله وقرأ ابن عامر : بالواو رفعاً صفة للاسم والباقون بالياء خفضاً صفة لرب ، فإنه هو الموصوف بذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.