السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي ضَلَٰلَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (61)

{ قال } نوح مجيباً لهم : { يا قوم ليس بي ضلالة } أي : ليس بي شيء مما تظنون من الضلال .

فإن قيل : لم لم يقل ليس بي ضلالة كما قالوا ؟ أجيب : بأنّ الضلالة أخص من الضلال فكانت أبلغ في نفي الضلال عن نفسه كما لو قيل : ألك ثمر فقلت : ما لي ثمرة فقد بالغ في النفي كما بالغوا في الإثبات وقوله تعالى : { ولكني رسول من ربّ العالمين } استدراك باعتبار ما يلزمه وهو كونه كأنه قال : ولكني على هدى في الغاية لأني رسول الله .