تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي ضَلَٰلَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (61)

الآية 61 وقوله تعالى : { قال يا قوم ليس بي ضلالة } أي لست أنا بضال ؛ لأنه إذا نفى الضلال عنه نفى أن يكون ضالا ، وهو حرف رفق ولين . وعلى ذلك أمر الأنبياء والرسل أن يعاملوا قومهم ؛ لأن ذلك أنجع للقلوب ، وإلى القبول أقرب .

{ ولكني رسول من رب العالمين } والعالم هو جوهر الكل .

ويحتمل قوله تعالى : { إنا لنراك /178-أ/ في ضلال مبين } أي في خطأ مبين . ثم يخرّج على وجهين :

أحدهما : نسبوه إلى الخطأ لمّا رأوه خالف الفراعنة والجبابرة الذين همهم القتل لمن خالفهم .

الثاني : نسبوه إلى الخطأ لأنه دين آبائه وأجداده ، والله أعلم .