غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي ضَلَٰلَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (61)

59

{ قال يا قوم ليس بي ضلالة } لم يقل ضلال ليكون أبلغ في عموم السلب كأنه قال : ليس بي نوع من أنواع الضلال ، ثم لما نفى عن نفسه العيب الذي نسب إليه وصف نفسه بأشرف الصفات وأجلها فاستدرك قائلا : { ولكني رسول من رب العالمين } وهذا الاستدراك يسمى في علم البيان تأكيد المدح بما يشبه الذم . وفي ذلك بيان فرط جهالتهم وعتوّهم حيث وصفوا من هو بهذه المنزلة من الهدى بالضلال الظاهر الذي لا ضلال بعده ، وفيه أن مدح الإنسان نفسه إذا كان في موضع الضرورة جائز .