فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لَيۡسَ بِي ضَلَٰلَةٞ وَلَٰكِنِّي رَسُولٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (61)

{ قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين 61 أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون 62 } .

{ قال يا قوم ليس بي ضلالة } كما تزعمون ، وهي أعم من الضلال فنفيها أبلغ من نفيه { ولكني رسول } جاءت لكن هنا أحسن مجيء لأنها بين نقيضين لأن الإنسان لا يخلو من أحد شيئين ، ضلال وهدى ، والرسالة لا تجامع الضلال .

و { من رب العالمين } صفة لرسول ، ومن لابتداء الغاية المجازية أي أرسلني لسوق الخير إليكم ودفع الشر عنكم ، نفى عن نفسه الضلالة وأثبت لها ما هو أعلى منصب وأشرف رفعة وهو أنه رسول الله إليهم .