السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ} (15)

وقوله تعالى : { كلا } ردع عن الكسب الرائن على قلوبهم ، وقيل : بمعنى حقاً كما مرّ { إنهم عن ربهم } أي : المحسن إليهم { يومئذ لمحجوبون } أي : فلا يرونه بخلاف المؤمنين فإنهم يرونه كما ثبت لك في الأحاديث الصحيحة . وقال الحسن : لو علم الزاهدون والعابدون أنهم لا يرون ربهم في المعاد لزهقت أنفسهم في الدنيا . وسئل مالك عن هذه الآية فقال : لما حجب أعداءه فلم يروه تجلى لأوليائه حتى رأوه .

وفي قوله تعالى : { كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون } دلالة على أنّ أولياء الله يرون الله تعالى ، ومن نفى الرؤية كالزمخشري جعله تمثيلاً للاستخفاف بهم وإهانتهم ؛ لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للوجهاء والمكرمين لديهم ، ولا يحجب عنهم إلا الأذناب المهانون عندهم . وعن ابن عباس وقتادة : محجوبون عن رحمته . وعن ابن كيسان : عن كرامته .