فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ لَمَسَّكُمۡ فِي مَآ أَفَضۡتُمۡ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (14)

{ وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ في الدنيا والآخرة } هذا خطاب للسامعين ، وفيه زجر عظيم { وَلَوْلاَ } هذه هي لامتناع الشيء لوجود غيره { لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ } أي : بسبب ما خضتم فيه من حديث الإفك ، يقال : أفاض في الحديث ، واندفع وخاض .

والمعنى : لولا أني قضيت عليكم بالفضل في الدنيا بالنعم التي من جملتها الإمهال ، والرحمة في الآخرة بالعفو ، لعاجلتكم بالعقاب على ما خضتم فيه من حديث الإفك . وقيل المعنى : لولا فضل الله عليكم لمسكم العذاب في الدنيا والآخرة معاً ، ولكن برحمته ستر عليكم في الدنيا ، ويرحم في الآخرة من أتاه تائباً .

/خ21