اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ لَمَسَّكُمۡ فِي مَآ أَفَضۡتُمۡ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (14)

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ من الإفك { عَذَابٌ عَظِيمٌ } . ( وهذا زجر ){[34151]} و «لَوْلاَ » هاهنا لامتناع الشيء لوجود غيره{[34152]} ويقال : أفاض في الحديث : اندفع وخاض . والمعنى : ولو أني قضيت أن أتفضل{[34153]} عليكم في الدنيا بالنعم التي من جملتها الإمهال ، وأتَرَحَّم عليكم في الآخرة بالعفو ، لعاجلتُكم بالعقاب على ما خضتم فيه من حديث الإفك .

وقيل : المعنى : وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ لمَسَّكُم العَذَابُ في الدُّنْيَا والآخرة معاً ، فيكون فيه تقديم وتأخير{[34154]} . وهذا الفضل هو حكم الله لمن تاب .

وقال ابن عباس : المراد بالعذاب العظيم أي : عذاب لا انقطاع له . أي : في الآخرة لأنه ذكر عذاب الدنيا من قبل{[34155]} فقال : { والذي تولى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }{[34156]} [ النور : 11 ] وقد أصابه ، فإنه جلد وحدّ {[34157]} .


[34151]:ما بين القوسين سقط من ب.
[34152]:لأن (لولا) إذا وليها جملة اسمية كانت لامتناع الشيء لوجود غيره.
[34153]:في الأصل: الفضل.
[34154]:انظر الفخر الرازي 23/180.
[34155]:انظر البغوي 6/80.
[34156]:من الآية (11) من السورة نفسها.
[34157]:انظر البغوي 6/80.