فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ لَمَسَّكُمۡ فِي مَآ أَفَضۡتُمۡ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (14)

{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } هذا خطاب للسامعين ، وفيه زجر عظيم { ولولا } هذه لامتناع الشيء لوجود غيره . والمعنى لولا أني قضيت عليك بالفضل في الدنيا بالنعم التي من جملتها الإمهال للتوبة ، والرحمة في الآخرة بالعفو .

{ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ } أي بسبب ما أفضتم { فِيهِ } من حديث الإفك ، والإبهام لتهويل أمره ، يقال : أفاض في الحديث واندفع ، وخاض بمعنى { عَذَابٌ عَظِيمٌ } أي لعاجلتكم بالعقاب على ما خضتم فيه من حديث الإفك : وقيل المعنى لولا فضل الله عليكم لمسّكم العذاب في الدنيا والآخرة معا ، ولكن برحمته ستر عليكم في الدنيا ويرحم في الآخرة من أتاه تائبا .