إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّٗا وَيَحِقَّ ٱلۡقَوۡلُ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (70)

{ لّيُنذِرَ } أي القُرآنُ أو الرَّسولُ عليه الصلاة والسلام ويُؤيِّده القراءةُ بالتَّاءِ ، وقرئ لينذر من نذر به أي علمه ، وليُنذرَ مبنيَّا للمفعولِ من الإنذارِ . { مَن كَانَ حَيّاً } أي عاقِلاً متأمِّلاً ، فإنَّ الغافلَ بمنزلةِ الميِّتِ ، أو مؤمناً في علمِ الله تعالى فإن الحياةَ الأبديَّةَ بالإيمانِ ، وتخصيصُ الإنذار به لأنَّه المنتفعُ به { وَيَحِقَّ القول } أي تجبُ كلمةُ العذابِ { عَلَى الكافرين } المصرِّين على الكفرِ ، وفي إيرادِهم بمقابلةِ مَن كان حيّاً إشعارٌ بأنَّهم لخلوِّهم عن آثارِ الحياةِ وأحكامِها التي هي المعرفةُ أمواتٌ في الحقيقةِ .