إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{تَدۡعُونَنِي لِأَكۡفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشۡرِكَ بِهِۦ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞ وَأَنَا۠ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡغَفَّـٰرِ} (42)

وقولُه تعالَى : { تَدْعُونَنِي لأكْفُرَ بالله } بدلٌ أو بيانٌ فيه تعليلٌ والدعاءُ كالهدايةِ في التعديةِ بإلى واللامِ { وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ } بشركتِه له تعالى في المعبوديةِ وقيل بربوبيتِه { عِلْم } والمرادُ نفيُ المعلومِ والإشعارُ بأنَّ الألوهيةَ لابُدَّ لها من بُرهانٍ موجبٍ للعلمِ بَها . { وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى العزيز الغفار } الجامعِ لجميعِ صفاتِ الألوهيةِ من كمالِ القُدرةِ والغَلبةِ وما يتوقفُ عليهِ من العلمِ والإرادةِ والتمكنِ من المجازاةِ والقدرةِ على التعذيبِ والغفرانِ .