اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{تَدۡعُونَنِي لِأَكۡفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشۡرِكَ بِهِۦ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞ وَأَنَا۠ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡغَفَّـٰرِ} (42)

ثم فسر فقال { تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بالله وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } . والمراد بنفي العلم{[48252]} نفي الإلهة كأنه قال : وَأُشْرك به ما ليس لي بإله ، وما ليس إله كيف يُعْقَلُ جَعْلُهُ شريكاً للإله ؟

ولما بين أنهم يدعونه إلى الكفر بيَّنَ أنه يدعوهم إلى الإيمان بالعزيز الغَفَّارِ ، «العزيز » في انتقامه ممن كفر ، «الغفار » لذنوب أهل التوحيد . فقوله : «العَزِيزِ » إشارة إلى كونه كامل القدرة ، وأما فرعون فهو في غاية العجز ، فكيف يكون إلهاً ؟ وأما الأصنام فهي حجارة منحوتة فكيف يعقل كونها آلهة ؟ وقوله : «الغَفَّار » إشارة إلى أنهم يجب أن لا يَيْأَسُوا من رحمة الله بسبب إصرارهم على الكفر مُدّةً مَدِيدَة فَإنَّ إله العَالَم ، وإن كان عَزِيزاً لا يُغْلبُ ، قادراً لا يعارض ، لكنه غفار يغفر كفر سبعينَ سنة بإيمان ساعةٍ واحدةٍ{[48253]} .


[48252]:في الرازي ينفي المعلوم.
[48253]:انظر تفسير الإمام الفخري الرازي 27/70 والكشاف للعلامة الزمخشري 3/249.