فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تَدۡعُونَنِي لِأَكۡفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشۡرِكَ بِهِۦ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞ وَأَنَا۠ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡغَفَّـٰرِ} (42)

ثم فسر الدعوتين فقال :{ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } أي ما لا علم لي بكونه شريكا لله ، والمراد بنفي العلم نفي المعلوم بدل من تدعونني الأولى على جهة البيان لها ، وأتى بجملة فعلية لتدل على أن دعوتهم باطلة لا ثبوت لها ، وفي قوله { وَأَنَا أَدْعُوكُمْ } بجملة اسمية لتدل على ثبوت دعوته وتقويتها { إِلَى الْعَزِيزِ } الغالب على أمره ، وفي انتقامه ممن كفر { الْغَفَّارِ } لذنب من آمن به وتاب .