روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{تَدۡعُونَنِي لِأَكۡفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشۡرِكَ بِهِۦ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞ وَأَنَا۠ أَدۡعُوكُمۡ إِلَى ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡغَفَّـٰرِ} (42)

{ تَدْعُونَنِى لأَكْفُرَ بالله } بدل من { تدعونني إلى النار } [ غافر : 41 ] أو عطف بيان له بناء على أنه يجري في الجمل كالمفردات أو جملة مستأنفة مفسرة لذلك ، والدعاء كالهداية في التعدية بإلى واللام { وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِى بِهِ } أي بكونه شريكاً له تعالى في المعبودية أو بربوبيته وألوهيته { عِلْمٍ } ونفي العلم هنا كناية عن نفي المعلوم ، وفي إنكاره للدعوة إلى ما لا يعلمه اشعار بأن الألوهية لا بد لها من برهان موجب للعلم بها .

{ وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى العزيز الغفار } المستجمع لصفات الألوهية من كمال القدرة والغلبة وما يتوقف عليه من العلم والإرادة والتمكن من المجازاة والقدرة على التعذيب والغفران وخص هذان الوصفان بالذكر وإن كان كناية عن جميع الصفات لاستلزامهما ذلك كما أشير إليه لما فيهما من الدلالة على الخوف والرجاء المناسب لحاله وحالهم .