إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلۡعَذَابِ قَلِيلًاۚ إِنَّكُمۡ عَآئِدُونَ} (15)

وقولُه تعالى : { إِنَّا كَاشِفُوا العذاب قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ } جوابٌ من جهتهِ تعالى عن قولِهم رَّبنا اكشفْ عنَّا العذابَ إنَّا مؤمنونَ بطريق الالتفات لمزيد التوبيخ والتهديد وما بينهما اعتراضٌ أيْ إنا نكشفُ العذابَ المعهودَ عنكم كشفاً قليلاً أو زماناً قليلاً إنكم تعودون إثرَ ذلك إلى ما كنتم عليه من العُتوِّ والإصرارِ على الكفر وتنسَون هذه الحالَة . وصيغةُ الفاعلِ في الفعلين للدِلالة على تحقُّقهما لا محالةَ ، ولقد وقعَ كلاهُما حيثُ كشَفهُ الله تعالى بدعاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فمَا لبِثُوا أنْ عادُوا إلى ما كانوا عليهِ من العُتوِّ والعِنادِ . ومَن فسر الدخانٍ بما هُو من الأشراطِ قال إذَا جاء الدخانُ تضوّرَ المعذبونَ به من الكفارِ والمنافقينِ وغوَّثُوا وقالُوا ربَّنا اكشفْ عنَّا العذابَ إنَّا مؤمنونَ فيكشفه الله تعالَى عنهُم بعدَ أربعينَ يوماً وريثما يكشفُه عنهم يرتدونَ ولا يتمهلونَ .