إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَنَّهُۥ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعۡرَىٰ} (49)

{ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشعرى } أي ربُّ معبودِهم وهي العَبورُ وهي أشدُّ ضياءً من الغِميصاءِ{[756]} وكانتْ خزاعةُ تعبدُها سنَّ لهم ذلكَ أبو كبشةَ رجلٌ من أشرافِهم وكانتْ قرِيشٌ تقولُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم : أبو كبشةَ تشبيهاً له عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ به لمخالفتِه إيَّاهم في دينِهم .


[756]:العبور والغميصاء هما الشعريان؛ قال ابن دريد: تزعم العرب أن الشعريين أختا سهيل وأنها كانت مجتمعة، فانحدر سهيل فصار يمانيا وتبعته الشعرى اليمانية فعبرت البحر فسميت عبورا وأقامت الغميصاء مكانها فبكت لفقدهما حتى غمصت عينها. وقيل إن العبور ترى سهيلا إذا طلع فكأنها تستعبر والغميصاء لا تراه فقد بكت حتى غمصت. وتقول العرب في أحاديثها: إن الشعرى العبور قطعت المجرة فسميت عبورا وبكت الأخرى على إثرها حتى غمصت، فسميت الغميصاء.